الصورة

عالم الزواحف المدهش!

 منذ آلاف السنين والزواحف تتربع على عرش أقدم الحيوانات التي تم توثيقها على مر العصور. فقد كانت هذه المخلوقات ملوكاً وعمالقة تجوب الأرض وتبث الرعب في جميع الأنواع الأخرى. الزواحف كما نعرفها اليوم  ورثت بعض الميزات والملامح من تلك المعروفة باسم الديناصورات! حسنا مع استبعاد الحجم الهائل والزئير المخيف!! من المثير للاهتمام أن هذه المخلوقات بما في ذلك السحالي والثعابين، أذهلت الإنسانية بقدرتها الرائعة على التكيف، فهذه القدرة ساعدتها على البقاء على قيد الحياة في ظروف تغير الغلاف الجوي والزلازل والبراكين التي غيرت سطح القارات، هذه الظروف ذاتها هي سبب انقراض السحالي العملاقة المعروفة باسم الديناصورات! ولكن الزواحف صمدت وبقوة أمام كل تلك الظروف!   

 

إن مهارات التكيف لدى الزواحف تختلف باختلاف البيئة المحيطة بها. احدى أكثر مهارات التكيف ذكاءً، والتي تجعل من شكل الزواحف مميزاً، هي جلدها المغطى بالحراشف والذي يحميها من الجفاف. يمنحها هذا الجلد العجيب القدرة على السفر لمسافات طويلة بحثا على الطعام، ودون أي حاجة للتواجد بالقرب من مسطحات مائية. كما أن حراشف الثعابين تساعدها على الإمساك بالأرض والانزلاق بسرعة متى ما أرادت ذلك. هناك نوع آخر من الحراشف كالمتواجدة لدى السلاحف، والتي تطورت لتكون درعاً صلباً حول أجسادها، مما يجعل مهمة عضها تقريباً مستحيلة!   

 

الزواحف حيوانات من ذوات الدم البارد، أي ليس بإمكان جسمها الحفاظ على درجة حرارة ثابتة، بل تتغير بحسب درجة حرارة البيئة المحيطة بها، مما يؤثر على نشاطها، ولكن كما تعلم الآن فإن هذه المخلوقات لن تستسلم وستتخطى أي عائق! تتبع الزواحف سلوكيات ووسائل مختلفة لتسخين أو تبريد أجسامها، فعلى سبيل المثال ستبحث السحالي عن الظلال أو تغطس في بحيرة قريبة عند الحاجة للبرودة.   

 

لم تنجو الزواحف فحسب؛ ولكن مرونتها وقدرتها على التكيف جعلت أعدادها تفوق أعداد الكثير من الأنواع كالثدييات. تستوطن الزواحف جميع أنحاء العالم من الغابات الاستوائية إلى الصحاري الأكثر جفافا. وتتفاوت أحجام هذه الزواحف من 16 مليمترا، مثل أبو بريص القزم، إلى 7 أمتار مثل تمساح المياه المالحة والثعبان الشبكي! لن ننسى تنين كومودو الضخم والذي يعتبر ديناصورنا الحديث ذو العضة المميتة! بالإضافة إلى الحجم الهائل، تشتهر الزواحف وخصوصا السلاحف بعمرها الطويل حيث عاشت العديد من السلاحف البحرية لمدة تصل إلى 80 عاماً. كما يعيش تمساح النيل لمدة تصل إلى 100 عام. وفي جمهورية سيشيل ثبت أن نوعاً من السلاحف يسمى " السلحفاة العملاقة " يعيش حتى 250 عاماً! تحمل هذه السلاحف بلا شك حكمة القرون السابقة على دروعها العملاقة!     

 

يبدي البعض تخوفا تجاه الزواحف بسبب مظهرها أو تصرفاتها التي هي بالغالب سلوك دفاعي بحت! تدافع الزواحف عن نفسها بالتمويه أو بالهرب من التهديد بالزحف للجهة المعاكسة دوماً، أو كما يفعل التمساح بالغوص بعيداً عن الأنظار. كما يعد الفحيح أحد وسائل الدفاع التي تستطيع سماعها في حال اقتربت منها أكثر من اللازم..إنها تخبرها بطريقتها الخاصة بأنها تراك! بينما تهز بعض الأفاعي نهاية ذيولها لتصدر صوتا مخيفا. إن سمعت أحد هذه الأصوات فلا تتردد بالهرب قبل أن تبدأ هذه المخلوقات العجيبة بخطة الدفاع الثانية! كسائر الكثير من الحيوانات، تقوم بعض الزواحف بتغيير أشكال أجسامها لتبدو أكبر حجما وأكثر خطورة لطرد العدو، أو تبدأ بالهجوم أو العض.

 

  يعد تنوع الزاحف في منطقة ما دليلا واضحا على وجود نظام بيئي صحي وقوي يدعم وجود مختلف النباتات والحيوانات والأنواع الأخرى. هناك الكثير من النظم البيئية التي تسقط وتتهالك بسبب غياب أو قلة تواجد الزواحف؛ فهي عنصر أساسي في شبكات الغذاء كمفترس وفريسة. ناهيك عن مسؤولية هذه المخلوقات في مكافحة الآفات الطبيعية!   

 

كيف يمكنك مساعدة الزواحف لضمان نظام بيئي مستقر؟ هناك العديد من الأمور، منها: عدم قطع الأشجار، لا تترك النفايات بعد رحلة التخييم أو رحلتك إلى البرية، راقب استهلاكك للمياه والكهرباء، قلل من استخدام البلاستيك والورق والوقود. كل ما سبق سيؤثر ليس فقط على الزواحف ولكن على البيئة ومعدلات التلوث. الحفاظ على البيئة أمر بسيط ولكنه يعتبر مسؤولية الجميع لحماية أنفسنا وأرضنا الجميلة. ترقب افتتاح حديقة الزواحف التي نعمل على تطويرها بالكامل! إنها فرصتك للقاء مجموعة متنوعة من الزواحف.