الصورة

زرافتنا زعفرانة

كم أحب أصوات الأجراس. إنها اللحظة المفضلة! متحمسة جداً لمقابلتكم يا أصدقاء. أووه عفوا لقد نسيت أن أقدم نفسي لكم، أنا زعفرانة، زرافة من نوع روثشيلد. عمري 13 عاماً، وفي عالم الزراف يعتبر هذا العمر بمثابة الثلاثينيات لدى البشر، أم لواحدة من أروع وأجمل الزرافات الصغيرة في العالم.. اسمها ماسيليا. ماسيليا عزيزتي اقتربي لدينا زائر، إنها خجولة قليلاً لأنها أقصر طولا من الزرافات الأخرى، لكنها لطيفة جداً ألا تعتقد ذلك؟ أأأ لذييييذ شكراً جزيلاً! الجزر هو طعامي المفضل مالم تكن لديك بعض أغصان البرسيم مخبئة في حقيبتك! هل أبدو مألوفة بالنسبة لك؟ هذا طبيعي لأنك ستجدني دائما في الصور التذكارية التي تحرص العائلات على التقاطها عند زيارتي، كما أنني كنت محظوظة للغاية بالظهور كأحد أجمل خلفيات الهاتف في العالم!

 

أتتساءل عن اسمي؟ لقد قام بتسميتي متابعو حسابات حديقة الحيوانات بالعين في مواقع التواصل الاجتماعي نسبة للزعفران. طبعاً نعم إنه لذيذ وثمين وكذلك يعاملني جميع مربي الحيوانات في الحديقة، فهم دائمي الاعتناء بي ولا يكفون عن تدليلي. ولدت في حديقة الحيوانات بالعين لوالدي سيمبا وأمي حناء وكنت زرافة صغيرة مليئة بالحيوية والسعادة، والآن أنا أم لماسيليا التي قابلتها للتو. لا تقلق على ماسيليا فبعد دقائق قليلة ستجدها تلعب أمامكم.

 

قد يتبادر إلى ذهنك ألستُ من أفريقيا؟ نعم يا صديقي، لقد حزرت الموطن الأصلي لنوعي هو أفريقيا. يعتبر زراف روثشيلد من أكثر الأنواع المهددة بالانقراض؛ وتلتزم حديقة الحيوانات بالعين بالمساعدة في زيادة أعدادنا وحمايتنا من الانقراض من خلال الرعاية وبرامج الحفاظ والإكثار المختلفة. للأسف، إن موطننا الطبيعي في مختلف أنحاء أفريقيا كان ولا زال في تقلص مستمر مما جعل الحياة هناك صعبة وتقريبا مستحيلة في بعض المواطن. ولا ننسى الصيد الجائر المتزايد والذي يهدد أقاربي هناك ويهدد العديد من الحيوانات الأخرى في المنطقة.

 

هل تندهش من طولي وطول رقبتي؟ شاهد لساني إذن! فأنا أتميز بلسان قوي وطويل للغاية وهو السر وراء تمكني من تناول أي نبات أصل إليه دون القلق من أشواكه أو مدى صلابته. يمكنني أن أريك طول لساني.. فقط أطعمني ما تبقى من الجزر لديك!

 

قد تعتقد يا صديقي أن جميع الزراف متشابه، ولكن تمعن من فضلك، فمن السهل جدا تمييزنا عن غيرنا من أنواع الزراف. لفرائنا لون حليبي فريد، والبقع التي تغطينا كستنائية اللون، كما أنها أقل تجعيدا وحادة الأطراف إذا ما قورنت بأنواع الزراف الأخرى. ليس هذا فحسب، فأرجلنا لا تحتوي على بقع أو علامات مما قد يخيل لك ما إن شاهدتنا من مسافة بعيدة أننا نرتدي جواربا شتوية طويلة. هل تستطيع الآن ملاحظة الفروقات يا صديقي؟

 

في البرية نعتبر كأبراج المراقبة، نعم لا تتعجب! فأطوالنا تصل إلى 6 أمتار تمكننا من رؤية الحيوانات المفترسة من مسافات بعيدة. وعندما نبدأ في الجري تبدأ جميع الحيوانات بالجري من حولنا وذلك لأنها تعرف أن هناك حيواناً مفترساً في الأرجاء. أووه كدت أنسى.. هل تعلم أن قطيع الزراف يسمى ب Tower وهذا يعني برج في اللغة العربية؟ لا عجب في ذلك فنحن أطول الحيوانات بكل فخر.

 

إن الوقت الجميل يمر دائماً بسرعة ولكنه يظل في ذاكرتنا للأبد! حان وقت مقابلة عائلة أخرى، لا تنسى أن تزورني مرة أخرى في تجربة إطعام الزراف، وكذلك استمتع بزيارة أصدقائي في سفاري العين. حان وقت التقاط سيلفي جديد على طريقة مشاهير الحديقة!