انظر من حولك! واستشعر جمال النعم المحيطة، والأنظمة البيئية المختلفة التي تعمل جاهدة لتوفر هذا الهواء النقي الذي يملئ رئتيك كل ثانية ، و تلك المياه التي تروي بها عطشك وتسقي بها نباتاتك! وكثير من أساسيات الحياة التي قد ننسى وجودها الدائم لدعم حياتنا. الطبيعة هي كنز الإنسانية الأهم والأكبر، ولكن هذا الكنز تحيط به الكثير من المشاكل والتحديات، مثل تلوث المياه، تغير المناخ ، والتأثير على التنوع البيولوجي مما يهدد بقاء الكائنات على هذا الكوكب!

كرست حديقة الحيوانات بالعين جهودها منذ بداية تأسيسها لدعم التنوع البيولوجي، وذلك من خلال العديد من البرامج والمبادرات والشركات المختلفة ، فدورها الفعال في حماية وإكثار الحيوانات المهددة بالانقراض، وإطلاقها في موائلها الطبيعية ، وهندسة الموائل الطبيعية المختلفة في الحديقة لدعم النظام البيئي ، و اتباع احدث الطرق في الزراعة المستدامة و الطاقة النظيفة هي غيث من فيض الجهود المستمرة . ويأتي دور التعليم في حديقة الحيوانات بالعين في نشر الوعي البيئي بين أفراد الفئة الأكثر تأثيرا في مستقبل المجتمع من خلال برامجهم المختلفة للمدارس والتي تشجع السلوكيات المستدامة،بهدف بناء مجتمع واعي يعمل لحماية البيئة وينتهج اساليب مستدامة لضمان استمرارية الحياة على كوكبنا وبناء مستقبل أفضل لأجيالنا.

غير أن حماية البيئة ليست مسؤولية المؤسسات والأنظمة فقط بل هي تبدأ فعليا من الفرد! كل فرد له تأثير كبير على البيئة من خلال بصمته الكربونية ، استهلاكه للمياه والكهرباء ، إعادة التدوير و دعمه لأساليب الاستدامة وغيرها الكثير .. لهذا يجب إعادة التفكير في العادات اليومية وكيفية تسخيرها لحماية البيئة وتقليل الضرر الناتج.

فعلى سبيل المثال حملات تنظيف الشواطئ المختلفة في الدولة لا تحافظ فقط على نظافة الشواطئ وشكلها الجمالي وتساهم في صحة المياه ولكن يمتد تأثيرها إلى الأنظمة البيئية المحيطة ، فالتخلص من جميع الملوثات يحفز ويحفظ الأنظمة البيئية التي من شأنها توفير دعم الحياة في المنطقة والعالم .

ومن الجدير بالذكر أنه وفقاً لأحدث إصدارات تقارير مؤشرات الأداء البيئي 2023 ، جاءت دولة الإمارات ضمن المراكز الخمسة الأولى عالمياً في 3 مؤشرات عالمية تتعلق بمجالات العمل البيئي، وكذلك ضمن الدول العشر الأوائل عالمياً في 5 مؤشرات، وفي القائمة العليا لأفضل 20 دولة عالمياً في 11 مؤشراً، مع تصدرها إقليمياً في 10 مؤشرات تتعلق بالعمل البيئي.

صون الطبيعة هي مسؤولية وليست رفاهية للحفاظ على صحتنا البدنية والنفسية من خلال الحفاظ على جميع الموارد وترشيد استهلاكها وتقليل الملوثات والانبعاثات الضارة ، لنعمل معاً للحفاظ عليها ليكون لنا بصمة إيجابية مميزة يسعد بها الأجيال القادمة.