الضبع المرقط
مرحباً بكم في صفحتي! أنا الضبع المرقط من أكثر المخلوقات روعة وإثارة للإعجاب! هل تتذكرون شخصيتي المثيرة للجدل في فيلم الكرتون الشهير ” الأسد الملك ” ؟ لدي العديد من الصفات والقدرات الرائعة التي جعلتني من أكثر المفترسات شهره في براري إفريقيا. أعرف بمسميات مختلفة في مختلف البلدان ولكن يطلق علي اسم ” الضبع الضاحك ” وذلك بسبب صوتي المميز الذي يشبه صوت ضحكات البشر العالية ، كما امتاز ببنية جسدية وعضلية قوية تجعلني أسيطر على فرائسي بسهولة. ومن المعروف عن جميع الضباع تواجدها في مجموعات ذات علاقات اجتماعية معقدة جداً بعكس بعض المفترسات الآخرى.
حقائق عن الضبع المرقط:
تعرف الضباع باسم (Crocuta Crocuta) وهي من الحيوانات الثديية، أما اسم الضبع المرقط فهو بسبب تميزنا بفراء مرقط بنمط مميز.كما أننا الأكبر حجماً من أنواع الضباع الأخرى ونتمتع ببنية قوية وفكين مصممين لتكسير أقوى العظام. من المؤكد أنك سمعت أن الجيف هي مصدر غذاؤنا الأساسي! ولكن في الواقع نحن حيوانات انتهازية نجيد صيد الفرائس حتى الأكبر منا حجماً على سبيل المثال الحمر الوحشية والجاموس الإفريقي وحيوان النو وحتى صغار الأفيال، وتشكل هذه الفرائس ما يقارب 60% مما نقتات عليه. ولا نعرف فقط بسرعتنا في الجري ولكن يمكننا قطع مسافات طويلة بثبات وبسرعة تصل إلى 10 كيلومترات في الساعة دون إرهاق، ولا تعيقنا المياة أو البرك فيمكننا السباحة فيها بكل مهاره.
الموائل الطبيعية والموطن الأصلي:
من أهم أسباب قدرة الضباع المرقطة على البقاء هو اتساع نطاق موائلها الطبيعية وإمكانية تكيفها مع الموائل المتنوعة، فيمكنك أن تجدنا في مجموعة كبيرة من الموائل في قارة إفريقيا وجنوب الصحراء الكبرى والأراضي العشبية الشاسعة والسافانا والغابات الكثيفة والجبال والغابات المطيرة وشبة الصحاري حتى الأماكن القاحلة والمنطاق الساحلية، تواجد الفرائس والقدرة على التكاثر دون وجود تهديدات تسمح لنا بزيادة أعدادنا في البرية.
التهديدات:
بالرغم من قدرتي على الصيد والتغذي على الجيف والتكيف على مختلف الموائل، إلا أنه لا تزال هناك العديد من التهديدات التي تتربص بوجودي، كباقي الحيوانات البرية. ومن هذه التهديدات تناقص الموائل الطبيعية وتدهورها بسبب الزحف البشري، فكلما زاد عدد البشر بدأوا في التعدي على مناطق وجودنا مما يؤدي إلى تناقص المساحات التي يمكننا العيش فيها بحرية. التعرض للقتل و المطاردة من قبل البشر بسبب الاعتقادات الخاطئة حولي بأني تهديد على الماشية والبشر، كذلك الصيد الجائر حيث يتم استخدام أجزاء مني في الطب التقليدي أو في التجارة الغير مشروعة.
ويظل دوري مهم جداَ في توازن النظام البيئي حيث أنني حيوان مفترس يمنع تعدي الفصائل على بعضها وكانس للبيئة أتغذى على الجيف والعظام . يزداد تعقيد الأمور بسبب المنافسة مع الحيوانات المفترسة الأخرى، مثل الأسود والفهود، بينما أنا صياد ماهر وأتمتع بقوة هائلة، إلا أنني أضطر للتنقل باستمرار للتعايش مع الديناميكيات الاجتماعية المعقدة للحيوانات البرية الأفريقية لضمان بقائي على قيد الحياة.
نطاق تواجد الضبع المرقط:
على الرغم من هذه التحديات، أتواجد عبر نطاق واسع من براري إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى: من السنغال في الغرب إلى إثيوبيا وتنزانيا في الشرق وإلى جنوب إفريقيا، فأنا أتجول عبر مناطق شاسعة، بحثًا عن الطعام والمأوى.
هل تعلم؟
هل تعلم أنه بالرغم من سمعتي كأحد آكلات الجيف إلا أنني أجيد التواصل وأتمتع بروابط قوية مع أفراد عشيرتي؟ إن فصيلتي تحيا في تجمعات تسيطر عليها الإناث، حيث نعيش في نظام اجتماعي مترابط بغرض البقاء وإيجاد الطعام ونحافظ على التواصل بيننا من خلال شبكة تواصل دقيقة مكونة من الصيحات والأصوات شديدة التعقيد التي تساعدنا في تناقل المعلومات عن المخاطر والغذاء.
تلك الصيحات والقهقهات الفريدة والزمجرة هي في الواقع أدوات توصال حيوية تساعدنا على التنسيق فيما بيننا ومعرفة المكانة الاجتماعية لكل فرد من فصيلتنا.أنا بارع في التكيف والبقاء. على الرغم من مواجهة العديد من التهديدات والتحديات، ما زلت أعيش وأتكاثر في جميع أنحاء القارة الأفريقية، وألعب دورًا حيويًا في الحفاظ على التوازن الدقيق للنظم البيئية. وتُعتبر قدرتي على التكيف وسعة حيلتي دليل على إصرار الطبيعة على البقاء وجمال البرية الأفريقية.
جهود الحفاظ على فصيلتنا:
على الصعيد العالمي، تركز جهود حفظ الضبع المرقط على استعادة الموائل الطبيعية ومكافحة الصيد الجائر والحفاظ على أعدادها. وبالرغم من غياب فصيلة الضبع المرقط عن الحياة البرية في الإمارات العربية المتحدة، بما في ذلك أبوظبي، إلا أن التزام الإمارة بالاستدامة البيئية يساهم في جهود حفظ الحياة البرية على نطاقها الأوسع في جميع أنحاء العالم.
ومن خلال التمويل والبحث والدعوة للحفاظ على الحياة البرية، تدعم أبوظبي مبادرات الحفظ العالمية، وتفيد بشكل غير مباشر الفصائل المختلفة بما فيها الضبع المرقط، ويؤكد ذلك أن الجهود العالمية المشتركة أمرٌ ضروري لضمان بقاء هذا الحيوان المفترس الرائع وغيره من الفصائل البرية على المدى الطويل.